والمتأمل في قصّة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من جويرية بنت الحارث يجد كيف إن الإعجاب الذي حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بجمالها توّجه بالزواج منها :
فعن عائشة قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاَّحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هو إلا رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى فيها ما رأيت , فدخلت عليه فقالت : يا رسول الله
أنا جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه , وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت ابن قيس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي , فجئتك أستعينك على كتابي !!
قال : فهل لك خير من ذلك ؟
قالت: وما هو يا رسول الله ؟
قال: أقضي عنك كتابك و أتزوجك
قالت : نعم يا رسول الله .
قال : قد فعلت , قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرة ابنة الحارث بن أبي ضرار , فقال الناس : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأرسلوا ما بأيديهم , قالت : فلقد أعتق لتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق
, فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها المقصود أن بعض الشباب يقع في نفسه إعجاب بفتاة ربما عايشها منذ الطفولة أو كانت قريبة له أو حصل له مصادفة اللقيا بها في مكان ما كجامعة أو نحو ذلك ووقع في نفسه الإعجاب بها فمثل هذا ينبغي
إمّا أن يسلك بهذا الإعجاب مسلكه الصحيح ليخرج مخرجه الصحيح أو يحسم الأمر من حينه حتى لا تكون فتنة .
على أن الإعجاب وحده لا يكفي أن يكون مبرراً للارتباط بالفتاة بل ينبغي أن يراعي اعتبار ( الدّين والخُلق ) أولاً .
_________________