حتى يستجاب دعائك

كيف تجعل دعاءك قويًا ومؤثرًا

كثير من الناس يدعون الله ويسألونه ولكن بين دعواتهم وسؤالاتهم كما بين السماء والأرض.

قد تكون الكلمات هي الكلمات والدعوات هي الدعوات والنتيجة متفاوتة، لأن المدار والسر على المشاعر القلبية والمعاني الباطنة.
وكلما كانت هذه المشاعر حاضرة وقوية، كان الدعاء قويًا ومؤثرًا .

وإذا أردت لدعائك أن يسمع ولسؤالك أن يُستجاب فتعلّم فن الدعاء، وأحسِن الدخول على مولاك.

والدخول على الله يكون بثلاثة أمور :

الفقر .

أقبلْ على الله بالافتقار والإفلاس المحض..
اعترف بفقرك وضعفك، وأنه ما منك شيء ولا معك شيء، فإذا تحققت بهذه الصفة وامتلأ قلبك بها أتتك الفتوحات والبركات، وأحاطت بك الألطاف الإلهية.

الاضطرار.

فحالة الاضطرار جالبة للإخلاص، فالمضطر يقف طويلًا على الباب فما ثَمّ إلا باب الله أو الهلكة، فيصبح القلب متعلقًا بالله وحده، وقاطعًا الطمع عمّا سواه، ومن لوازمه الذل والانكسار بين يدي العزيز الجبار.

حسن الظن بالله والثقة به سبحانه.

وذلك بأن تظن بالله خيرًا، وتوقن أنه سيكون لك فوق ما تتمناه لنفسك، وحسن الظن بالله من حسن العبادة .

وحتى تجعل دعاءك قويًا وموثرًا فعليك أن تستحضر بعض المشاعر القلبية والمعاني الباطنة، ومن هذه المشاعر والمعاني:

حضور القلب.

أحضرْ قلبك وأنت تدعو ، واعلم أن الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاه.
وأقل قوة تضعها في دعاءك أن تستحضر ما تدعو به، ولا تسرحْ بذهنك أو تشرُدْ.

شعور اليقين بالإجابة.

ادعُ الله وأنت متيقن بقربه سبحانه، وأنه سيتفضل عليك بالإجابة، ولن يردك خائبًا، وأنه سيجبر كسرك، ويُحقق مناك، ويُعطيك فوق ما تؤمل، فما خاب عبد قصد مولاه.
يقول الله في الحديث القدسي: " أنا عند ظن عبدي بي".

شعور التضرع والتذلل والانكسار بين يدي الله.

فلا تسألْ ببرود وكأنك مستغنٍ، أو مجرّب، بل تضرع وانكسر كأنك غريق يطلب النجاة، فإن هذا مقام يحب الله أن يراه من عبده يقول الله: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا).

شعور الهيبة.

وذلك بأن تستشعر أنك تسأل ملك الملوك سبحانه، العظيم الذي خضعت لعظمته جميع الكائنات. وهذا من آداب الدعاء العظيمة.

شعور الحياء.

الله سبحانه حيي يحب الحياء وأهله، وكلما استحييت منه قربك وأدناك.
تذكّرْ نعمه عليك وإحسانه إليك مع كثرة معاصيك وذنوبك.
تذكّر ستره عليك ولطفه وحفاوته بك.
وقبل ذلك تذكّر أنه يستحي منك أنت وأنت رافع يديك تسأله، يقول ﷺ: " إن الله كريم حيي يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا ".

شعور الإحسان.

مرتبة الإحسان هي أعلى مراتب الدين.
وذلك بأن توقن أن الله يسمع دعاءك، وينظر إليك، ويسمع كل حرف تتفوه به.
استحضر أنه قد كُشف الحجاب بينك وبينه، فكيف سيكون دعاؤك ومناجاتك حينها ؟

شعور التوكل.

جميع المقامات القلبية بيد الله سبحانه، ولو شاء لصبّها عليك في لحظة، فأكثر من طرق الباب، وفوّضْ أمرك إليه وتوكل عليه بأن يعينك في باب الدعاء، وأن ييسر لك المقامات القلبية السابقة.

المقامات السبعة ملخصة من كلام الشيخ مشاري الخراز وفقه الله.

_________________
حتى يستجاب دعائك Images_74