:radio_button: باب حجبت النار بالشهوات
:small_blue_diamond: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره .
:pencil: صحيح البخاري : ٦٤٨٧
:small_orange_diamond:قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
◆ قوله (باب حجبت النار بالشهوات ) كذا للجميع ووقع عند أبي نعيم " حفت " بدل " حجبت " أي غطيت بها فكانت الشهوات سببا للوقوع في النار.
◆ (حجبت ) وهو من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم - وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس والحض على الطاعات وإن كرهتها النفوس وشق عليها .
المراد بالمكاره هنا ما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلا وتركا كالإتيان بالعبادات على وجهها والمحافظة عليها واجتناب المنهيات قولا وفعلا وأطلق عليها المكاره لمشقتها على العامل وصعوبتها عليه ومن جملتها الصبر على المصيبة والتسليم لأمر الله فيها.
والمراد بالشهوات ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع من تعاطيه إما بالأصالة وإما لكون فعله يستلزم ترك شيء من المأمورات ويلتحق بذلك الشبهات والإكثار مما أبيح خشية أن يوقع في المحرم.
فكأنه قال لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات ولا إلى النار إلا بتعاطي الشهوات وهما محجوبتان فمن هتك الحجاب اقتحم ويحتمل أن يكون هذا الخبر وإن كان بلفظ الخبر فالمراد به النهي .
وقوله " حفت " بالمهملة والفاء من الحفاف وهو ما يحيط بالشيء حتى لا يتوصل إليه إلا بتخطيه فالجنة لا يتوصل إليها إلا بقطع مفاوز المكاره والنار لا ينجى منها إلا بترك الشهوات .
:pencil: فتح الباري [١١/ ٣٢٧ ، ٣٢٨ ]
_________________