مَنْ أَحَبّ لِقَاءَ اللّهِ أَحَبّ اللّهُ لِقَاءَهُ
إنه حنين قلب المؤمن وشوقه إلى لقاء الله تبارك وتعالى ورؤيته جلَّ في علاه :herb:
فغمسة في الجنة تنسي شقاء الدنيا
ونظرة إلى وجه الله تبارك وتعالى تنسي نعيم الجنة من نشوة النظرة :four_leaf_clover:
حقاً ما أعظمها وأجملها من نظرة :100:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ: يقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ، وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ. وفي رواية: وزادَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: {لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ} [يونس: 26]))
صحيح مسلم
فلقد دفع الشوق المتوقد قلب نبي الله موسى إلى لقاء ربه تعالى ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾
وأسر قلبه لذيذ خطابه، فتاقت نفسه للرؤية
﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾
ولكن طبيعة الحواس، والأجسام لا تتحمل التجلي الإلهي..
﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً﴾
من رحمة الله عز وجل أنه يهيئ ويعد عباده المؤمنين في الآخرة، بالإمكانيات المناسبة لرؤيته تبارك وتعالى
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾
:star2:ودفع الشوق قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤثر، ويختار لقاء ربه عز وجل على البقاء في دنيا فانية
((إنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بيْنَ الدُّنْيَا وبيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَ اللَّهِ))
صحيح مسلم
فكانت آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة شوقه إلى الله تبارك وتعالى اللهم الرفيق الأعلى:point_up:
وهكذا قلوب أهل الإيمان، فقد ملأ حب الله تعالى والشوق إلى لقائه شغاف قلوبهم🧡
فكم بكت أعينهم شوقاً إلى لقائه ورؤيته، وخوفاً من عدم بلوغهم تلك المنزلة
ولكنهم أحسنوا الظن، والرجاء بربهم أن يمن عليهم برحمته وفضله ويقربهم منه عزوجل في الدنيا والآخرة
﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾
فلابد من المسارعة إلى التوبة، و الاستغفار، والطاعة، والأعمال الصالحات
﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾
لتنعم من رب العالمين بالرضوان، والزيادة، والمزيد
فمن المؤمنين من ينظر إلى الله تبارك وتعالى كل جمعة
ومنهم من ينظر بكرة وعشيا
فأكثرهم لله تعالى رؤية أشدهم له حباً وتعلقاً، وخشية وأقواهم إيماناً وأكثرهم معرفة به وإحساناً إلى خلقه تبارك وتعالى :green_heart:.