????عَن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وعلى آله وَسَلَّمَ :
« إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ »
???? رواه البخاري في صحيحه ( ١٣١٤ ) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى :
قوله: « إلاّ الإنسان » : يعني: أنه لا يسمع هذا الصياح، وذلك لحِكَم عظيمة ؛ منها:
أولاً: ما أشار إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: « لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر » .
ثانياً: أن في إخفاء ذلك ستراً للميت .
ثالثاً: أنّ فيه عدم إزعاج لأهله، لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذَّب ويصيح : لم يستقر لهم قرار .
رابعاً: عدم تخجيل أهله ؛ لأن الناس يقولون: هذا ولدكم ! هذا أبوكم ! هذا أخوكم ! وما أشبه ذلك .
خامساً: أننا قد نهلك، لأنها صيحة ليست هينة، بل صيحة قد توجب أن تسقط القلوب من معاليقها، فيموت الإنسان أو يغشى عليه .
سادساً: لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين: لكان الإيمان بعذاب القبر من باب الإيمان بالشهادة، لا من باب الإيمان بالغيب، وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان، لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوه قطعاً ؛ لكن إذا كان غائباً عنهم، ولم يعلموا به إلاّ عن طريق الخبر : صار من باب الإيمان بالغيب .
مجموع فتاوى الشيخ العثيمين "(٨/ ٤٨٢-٤٨٣) .