???? مِنْ أَي الأَصْنَافِ أَنْتَ؟
???? قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾. سُورَةُ البَقَرَةِ: الآية/ 283
???? الناس في الشهادة أقسام ثلاثة:
مَنْ يَشْهَدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ، وَمَنْ يُسْتَشْهَدُ فَلَا يَشْهَدُ، وَمَنْ يُسْتَشْهَدُ فَيَشْهَدُ.
???? أما الذي يَشْهَدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ، فلرقةِ دينِهِ، وضعفِ يقينِهِ، وجرأته على الله تعالى يُقْدِمُ على شهادةِ الزورِ، فيشهدُ بما لم يره، وهي شَهَادَةُ الزُّورِ وهي مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ.
???? أو أَنَّهُ لَا يعرفُ قدرَ الشهادةِ، وعظيمَ خطَرِهَا؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ». رواه البخاري ومسلم
???? وَأما الذي يُسْتَشْهَدُ فَلَا يَشْهَدُ، فهو مَنْ يَكْتُمُ الشَّهَادَةَ، فتضيعُ الحقوقُ بكتمانها، وتزكو نيران العداوات بتضييعها.
???? قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: شَهَادَةُ الزُّورِ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، وَكِتْمَانُهَا كَذَلِكَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾.
وتأملْ نسبةَ الإثمِ إلى القلبِ، لتعلم أن الخطأ ليس واردًا، إنما هو العمدُ وقصدُ العصيان.
???? وَأَمَّا مَنْ يُسْتَشْهَدُ فَيَشْهَدُ، فهو المؤمن التقي، الصادق النقي، الذي يرجو رحمة ربه، ويخشى عقابه.
فَمِنْ أَي الأَصْنَافِ أَنْتَ؟
???? اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.